Tuesday, June 5, 2007

عبد المنعم ابو الفتوح ساظل اخوانيا



منقول
عبد الله الطحاوي, دعاء الشامي- ولاد البلد- عشرينات- 5/6/2007
http://masr.20at.com/newArticle.php?sid=10535



عرضنا من قبل تجربة شخص "كان إخوانيا" وأثارت التجربة جدلا طويلا، حيث تعرض فيها صاحبها (علي عبد الحفيظ) لتجربته مع الإخوان وقراره الآن أن يقدم تيارا بديلا، وقدم انتقادات لاذعة للإخوان..وحتى تكتمل الصورة كان لابد من لقاء الطرف الثاني من القضية كي يستمر الحوار.. الدكتور (عبد المنعم أبو الفتوح)، عضو مكتب الإرشاد للجماعة، التقيناه ليس بغرض التعليق على فكرة التيار البديل
فقط، بل ليحكي لنا عن تجربته مع الإخوان، لأنه ما زال يصر أن يكون إخوانيا..

يلاحظ صعوبة الدخول والخروج من الإخوان، بعكس الأحزاب والجمعيات الدينية الأخرى.. تفتكر إيه السبب ؟
الدخول والخروج من جماعة الإخوان المسلمين في الأصل سهل، ولكن هذه الحالة تغيرت بعد أزمة الإخوان، فمن حق أي فرد أن يرتبط بها أو ينفصل عنها أما التعقيدات دخيلة على الإخوان، أما السبب في هذا التغيير يتمثل في عدة أشياء أهمها التضييق الأمني على الجماعة والذي بدأ منذ أزمة الإخوان وزجهم في السجون وهو موضوع أدى إلى وجود تلك الصعوبات، فالحصار الأمني قادر على تغيير ظروف أي جماعة وليس الإخوان فقط، والسبب الثاني هي الأفكار الخصومية والثقافة الجديدة التي دخلت على الإخوان في الفترة الأخيرة.أما الخروج فهو بالتأكيد صعب؛ لأن الدخول في الجماعة يقوي العلاقات الشخصية والاجتماعية والنفسية بين الفرد والجماعة فيصبح واحدا منهم فقد عاش وسطهم وتحمل محنهم وسجن معهم، وبالتالي التخلي عن هذا الارتباط يكون صعبا، كما يصعب على أي منا التخلي عن شلته أو أصدقائه، وهذه العلاقة في صالح الإخوان وليست ضدهم، فهذا الارتباط النفسي أمر لا تجده في كثير من الجماعات.

لكن ألا تلمس كم الضجيج الذي يصاحب أي خارج، بل والاتهامات التي تلاحقه ؟
!ثمة سبب لذلك.. وهو تسرب أفكار إلى داخل الجماعة هي في الأصل أفكار دخيلة عليها، حيث يرى في كل خارج عن الإخوان هو خروج عن الطبيعة، مع العلم أن الخروج من الإخوان لا يعني الخروج من الإسلام، ويحضرني قول الأستاذ "مصطفى مشهور" أن منهج الإخوان وسيلة نستعملها في خدمة وطننا في أي مكان.

أنت من الجيل السياسي الوسيط، كيف تتعامل مع التنظيم السري الذي يقال أنه هو المتحكم منذ أعادوا نشأة الجماعة منذ السبعينات ؟
هذه فكرة غير صحيحة، فالجماعة لم تقم على التنظيم السري بل قامت على أكتاف أخوة أوائل من التنظيم الخاص ومن غيره.
لكن هم من سجنوا وبالتالي امتلكوا شرعية التضحية ؟!كل الإخوان سجنوا وليس التنظيم الخاص فقط، فالأستاذ "عمر التلمساني" سجن 20 عاما ولم يكن من التنظيم الخاص، وكذلك الأستاذ عاكف ود.أحمد الملط وغيرهم.. لكن دعني أقول التنظيم الخاص وقتها كانت له أهمية وكانت لهم أخطاء أيضا، ويعد فصل التنظيم الخاص عن باقي الجماعة إبداع من الإمام البنا الذي اقر الفصل وكان قادرا على عسكرة الجماعة كلها، وهو قرار غاية في الذكاء.

لكن الدكتور "علي عبد الحفيظ" صاحب التيار البديل يرى أنه مع تأسيس التنظيم الخاص انتهت الجماعة عمليا؟!
لا أوافق على هذا الكلام، لأن تأسيس تنظيمات سرية أيام الاحتلال كانت فكرة متسقة مع ذلك الزمن، وبرغم مشاكل التنظيم الخاص إلا إنهم كانوا الأكثر صمودا في تحمل الأزمات، ومثلوا حالة استثنائية في تاريخ الإخوان ظهرت لظروف معينة وانتهت بانتهاء تلك الظروف.

نفيت أن يكون للتنظيم الخاص دورا، مع أن المرحوم "كمال السنانيري" كان يراجع مقالات الأستاذ عمر؟
الأستاذ "عمر التلمساني" كان أكثر المرشدين حزما وما يقال عن ضعف شخصيته أو مراجعة مقالته قبل نشرها كلام غير صحيح ومغلوط، فقد كنت موجودا وقتها وشاهدت الكثير من هذه المواقف بعيني، والذي حدث وقتها مازال يحدث حتى الآن، فلأستاذ عاكف عندما يكتب مقال يعرضه علينا كأعضاء مكتب إرشاد، وإذا كان هناك كلمات يراها أي منا في غير موقعها نتفق على حذفها، ولكن لا يسمى هذا تدخل أو إملاء للرأي، بل هي أساليب وطرق إدارة وفي النهاية تصب في صالح الجماعة.

هل فكرت يوما في الخروج من الإخوان؟
لا طبعا لم أفكر أبدا.

لكن استمرارك مثار تساؤل.. فلماذا تصر أن تبقى اخوانيا؟
لان هذه المرحلة الثانية للإخوان إن جاز أن نطلق عليها مرحلة، وهي مرحلة ما بعد السبعينات بنيت على يدي أنا وإخواني، وجمهور الإخوان الذي ارتبط بهم في هذه المرحلة هم جمهوري ولا استطيع أن اتركهم أو ابتعد عنهم وإذا استقر لي في يوم من الأيام أن منهج الإخوان سيء أو اتخذت قرارا بترك الإخوان سأعلن ذلك، وأول من سأعلن لهم ذلك هم إخواني الذين ارتبطوا بالجماعة على يدي.

مع تحمسك الشديد..فأنت مهمش ومحصور في إطار العمل العام هربا من التضييق عليك داخل الجماعة؟
هذا الكلام مغلوط فلا يوجد تحجيما لي، خصوصا في ظل الانفتاح الإعلامي والاتصال المباشر بالناس.
هل تحاول التمرد على فكرة الحصار ؟
لا يستطيع أحد أن يفعلها ولست وحدي من يفعل ذلك بل الآراء التي يطلق عليها البعض تقدمية هي عند كثير من أعضاء مكتب الإرشاد منهم خيرت الشاطر ومحمد على بشر، والاختلاف قد يكون في المساحة التي يستخدمها كل منا في التعبير عن آرائه، فأنا مثلا أحب الالتحام بالجمهور وسط الناس من ساعة ما كنت طالب في ثانوي، ولا استطيع الانفصال أبدا وهناك البعض لم يعش إلا وسط الإخوان وبالتالي لا يستطيع الخروج منهم، وأنا أعتقد أن أمثل تيار الدعاة الإصلاحيين في الإخوان المسلمين الذين بدءوا بمحمد عبده والأفغاني وختموا بالإمام البنا.

التعصب للإخوان مشكلة نواجهها في التعليقات على الموضوعات التي ننشرها عن الإخوان فما تعليقك على هذا التصرف؟
بالعكس أنا ضد التعصب لأنه ينافي مهنة الصحافة، فالصحفي لابد أن يكون حياديا وهدفه الرئيسي الحقيقة، حتى لو اصطدمت مع تنظيمك وهي وظيفتك، ولو كتبت غير الحقيقية فتكون قد خالفت ضميرك، بل إذا قدمت تقصير لدى الجماعة نستفيد منه ونعترف به إذا كنت على حق أو نحاول أو نوضح لك ما غاب عنك إذا اخطات.

هل حلمت أن تصبح مرشدا؟
لا طبعا.. فهذا ليس محل لحلمي من الأصل، وأنا في الأساس لم أنشغل بان أكون عضو مكتب إرشاد ولن أنشغل بان أكون مرشد، فهي مسئولية لا أصلح لها وأحلامي مختلفة كثيرا عن ذلك ودوري هو تأدية واجبي في أي مكان أنا فيه، فأنا لا أفكر في المنصب.

ما هو حلم د.عبد المنعم أبو الفتوح في هذه المرحلة من تاريخ الإخوان؟
يحضرني قول الرسول صلي الله عليه وسلم "خلوا بيني وبين الناس" فأنا في انتظار هذه المرحلة، أتمنى أن تعود الحريات إلى الإخوان والى جميع التغيرات بأسرع وقت ممكن، فنحن في حالة غير طبيعية، وعندما سئلت عن الإخوان في ظل الحرية قلت يمكننا أن نحصد 20% وليس 66% لأننا في حالة غير طبيعية اختار فيها الشارع الإخوان لأننا مجتمع مصري يظهر فيه الشيوعيين والإخوان وبطبعه المجتمع يميل إلى التدين فاختار الإخوان.

No comments: